سجل نفسه كأكثر اللاعبين السعوديين تحقيقاً للألقاب
خدم رياضة الوطن بكل روح وعطاء وتضحيات
يعد التكريم في البيئة الرياضية بمثابة لمسة عرفان من القيادة الرشيدة والمجتمع الرياضي، ممثل بوزاراته وهيئاته واتحاداته تجاه المتميزين من الرياضيين على مستوى الوطن، وهي إشارة مباشرة من قبلهم لأولئك المكرمين، عنوانها الإجلال والاحترام والاعتزاز بعطاءاتهم ومنجزاتهم الجميلة.
إن التكريم على وجه عام، وفي مجالنا الرياضي على وجه خاص، كثقافة وقيمة وسلوك، بحاجة كبيرة لأن نعتمده في فكرنا وإرادتنا، لأنه بالتأكيد هو المحفز على العطاء والبذل والإخلاص، والمحرض على استمرار الإبداع والتميز والإنجاز.
موسم الرياض
وفي التاريخ الرياضي الوطني لمملكتنا الحبيبة لاعبون أفذاذ، وشخصيات رياضية قديرة، وأسماء أعطت الكثير للحركة الرياضية في وطننا الغالي، وعندما تسترجع ذاكرتنا هذه الأسماء التي خلدت بصماتها الكبيرة وتضحياتها العظيمة وخدماتها الجليلة يبرز في أفق الذاكرة الرياضية الوطنية الكثير من هؤلاء اللاعبين. ومؤخراً، وعلى هامش الترتيبات والاستعدادات لانطلاق موسم الرياض في نسخته الخامسة، أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، عن تنظيم مهرجان اعتزال محمد الشلهوب لاعب الهلال والمنتخب السعودي السابق، وكشف عن هوية الفريق المشارك وهو نادي روما الإيطالي.
إن اللاعبين الأفذاذ هم نتاج بيئتهم وغرس وطنهم، وهم بحاجة إلى التكريم والعرفان في مراحل عمرهم، لقد منح هؤلاء اللاعبون الكثير من عطاءاتهم وأوقاتهم للحركة الرياضية السعودية ولأبناء وطنهم من الرياضيين، فهم يستحقون إزاء ذلك التكريم؛ من باب التقدير لخدماتهم ومشاركتهم في مرحلة البناء الرياضي في وطننا الذي نحبه مثل ما هم يحبونه.
تاريخ من ذهب
ويعتبر النجم محمد الشلهوب، إحدى العلامات البارزة في تاريخ الكرة السعودية ونادي الهلال، الذي قضى بين جدرانه كامل مسيرته الرياضية، كما أنه واحدا من أكثر اللاعبين المتوجين بالألقاب في تاريخ كرة القدم، ومن اللاعبين الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، ويحظون بحب وتقدير واحترام من الجماهير الرياضية كافة بمختلف ميولها، وذلك عطفاً على أخلاقه العالية التي يتمتع بها، فضلا عن موهبته الرفيعة التي جعلت مسيرته الرياضية حافلة بالإنجازات والبطولات.
في رصيده 34 بطولة بقميص الهلال والأخضر السعودي، ما بين محلية وعربية وآسيوية، لم يسئ لأحد طوال تاريخه، لم يُحدث «شللية» لا بالمنتخب ولا فريقه، يتألم لإصابة الخصم قبل الزميل، يجلس على دكة البدلاء ولم يتضجر، يمشي ملكاً، يصنع هدفاً، ينشر فرحاً، يُعطي درساً من دروس الفطنة والدهاء الكروي، مرمى الخصم خلف ظهره وعقله مع الكرة وعينه تبحث عن الفرصة وقدمه تترجم ذلك بتمريرة قالت للمهاجم ما لك عذر.
وكان محمد الشلهوب أعلن اعتزاله اللعب في سبتمبر 2020م، بعد تتويج نادي الهلال بلقب الدوري السعودي للمرة 16 في تاريخه، بعد مسيرة مظفرة، وقَّع فيها على إنجازات عديدة.
حيث حقق الدوري 8 مرات، وكأس الملك مرتين، وبطولة كأس المؤسس، وبطولة السوبر السعودي المصري مرة واحدة، وبطولتين عربية وكأس ولي العهد 11 مرة، وكأس السوبر السعودي بطولتين، و4 بطولات آسيوية.
وتدرَّج الشلهوب في جميع الدرجات مع فريقه الهلال حتى بزغت نجوميته مع الفريق الأول مطلع 1999م، ونافست أهدافه الرائعة على الجوائز التي يقيمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويعد أول لاعب وسط يحقق لقب هداف الدوري السعودي برصيد 12 هدفاً موسم 2009-2010م.
وعلى الصعيد الدولي، انضم الشلهوب للمنتخب الأول عام 2000م بعمر 20 عاماً، ولعب أولى مبارياته أمام قطر في كأس آسيا، توج مع منتخب وطنه بلقب كأس الخليج عام 2003م، كما استدعي للمشاركة في مونديال كأس العالم بألمانيا 2006م، ولكنه غاب عن المشاركة بسبب وفاة والدته ومغادرته معسكر الفريق قبل مباراة أوكرانيا، وقد خاض الشلهوب 118 مباراة مع منتخب وطنه، سجل خلالها 19 هدفا، ولم يتحصل على الكرت الأحمر طوال مسيرته الرياضية سواء المحلية أو الدولية.
فارس خارج الملعب
كان للشلهوب إسهامات واضحة على الصعيدين الإداري والرياضي في نادي الهلال خارج الملعب، وعلاقات طيبة جداً بشكل مؤثر، حتى مع اللاعبين الآخرين من الأندية المنافسة، فضلاً عن إسهاماته العديدة على الصعيد الاجتماعي، في زياراته المتعددة للمرضى من زملائه اللاعبين، أو مساهمته في تكريم أبناء الشهداء وطلاب التربية الخاصة، من خلال الحفلات الخاصة التي تقيمها الدوائر والمؤسسات الاجتماعية لهم.
وقد وقع اختيار شركة الصافي دانون على اللاعب محمد الشلهوب ليكون سفيراً لبطولة كأس صافيو المدرسية 2010م، وتم اختياره كسفير لمبادرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني «فرقنا ما تفرقنا» 2016م لمكافحة ظاهرة التعصب الرياضي، كما تم اختياره أيضاً من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ليكون سفيراً للعمل التطوعي في المملكة العربية السعودية 2017م،
كما انضم لقائمة المشاركين في البرنامج الرائد لتطوير الشباب - الهدف الإلكتروني (اي-جوول)، والذي يهدف لإيجاد سفراء للمسؤولية الاجتماعية من الشباب بالدول الأعضاء الـ 12 في منطقة غرب آسيا، وله العديد من العضويات في الجمعيات غير الربحية.
منجزاته الفردية
سادس أكثر لاعب تحقيقا للألقاب على مستوى العالم بـ 34 بطولة.
المركز الثالث على مستوى العالم في قائمة أكثر اللاعبين وفاءً لأنديتهم، بعدما أمضى مع الهلال 22 عاماً وشهرين.
جائزة هداف الدوري السعودي للموسم الرياضي 2009-2010م بـ 12 هدفا، وهو أول لاعب وسط يحقق الجائزة.
جائزة أفضل لاعب عربي واعد في 2000م.
جائزة التميز والحضارة، وشهادة التقدير والتميز الأولى في المجال الرياضي من موسوعة التميز والحضارة العالمية في الرياض 2013م.
عاصفة محبة
قال فيه الأمير عبدالرحمن بن مساعد: «الشلهوب جمع كل الأمور المميزة، سواء الموهبة أو الأخلاق الحسنة والقبول لدى جميع الرياضيين».
قال رئيس مجلس إدارة شركة نادي الهلال فهد بن نافل: «شكراً قائدنا ولا تفيك، تجاه ما قدمته لوطنك والهلال، ستبقى قدوة يحتذى بها للأجيال الطامحة، في كتابة تاريخها بمداد من ذهب».
قال نائب رئيس نادي الشباب السابق تركي الخليوي: «له إمكانات الموهوب، وهو مثال للاعب المحترف والمنضبط في أدائه بفضل عبقريته الكروية وخلقه الرفيع».
قال المدرب السعودي عبداللطيف الحسيني: «هو من أكثر اللاعبين انضباطا وتميزاً وخلقاً، فلا عجب أن يكون أكثر لاعب سعودي يحقق الألقاب».
قال المدرب البرتغالي جيسوس: «محمد الشلهوب يمتلك فكرا فنيا رائعا، ولدي ثقة أنه سيصبح مدربا كبيرا في المستقبل».
قال المدرب الكرواتي زلاتكو: «إنه لاعب مميز وذكي وله إمكانات كبيرة، وهو مفتاح الفوز بالنسبة لي».
قال اللاعب سامي الجابر: «نعزي برحيلك عن المستطيل الأخضر، المتعة والموهبة والأخلاق الرياضية، صفات لا تصنع، بل يمنحها الله من يستحقها وأنت نموذج جمع كل جميل، رجل يستحيل تكراره».
وقال طلال المشعل نجم الأهلي والنصر والاتحاد السابق «أسدل الستار عن آخر نجوم الزمن الجميل للكرة السعودية، كان نموذجاً مشرفاً للاعب السعودي في المحافل الدولية والقارية، وقدوة حسنة لجميع اللاعبين الصغار والكبار».
نجاح الهيئة العامة للترفيه
بالتأكيد لقد نجحت الهيئة العامة للترفيه برئاسة معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، بشخصيته الإنسانية الفريدة، وبمشاعره الوطنية والتاريخية، وإحساسه الجياش ليس فقط نحو الرياضيين، ولكن نحو كل أبناء المملكة جميعاً بتكريم نخبة من الرواد المسرحيين والممثلين والفنانين المخضرمين.
لقد غمرتنا البهجة والحبور بتلك المبادرة، وبهذه الفكرة، التي في اعتقادي أن اللاعب محمد الشلهوب لن يكون الأخير، فشكراً ثم شكراً لمعالي رئيس هيئة الترفيه والعاملين معه، على الجهود المضنية لإعلاء المبادرات المهنية والإنسانية، وأكبر تحية لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد -يحفظهما الله- الذين علمونا الوفاء لأهل العطاء.
التعليقات